القائمة البريدية

تابعنا على تويتر

WhatsApp تواصل معنا

96599429239+

البحث

البحث

الزيارات

340
زوار اليوم الحالي
32
زيارات اليوم الحالي
1015
زوار الاسبوع الحالي
23751
زيارات الاسبوع الحالي
32
زوار الشهر الحالي
340
زيارات الشهر الحالي
4515172
كل الزيارات

عدد الزوار

انت الزائر رقم : 397340
يتصفح الموقع حاليا : 305

عرض المادة

الكلام في الشريعة ليس كلأ مباحا للجهال

نسمع في بعض المجالس ونقرأ في بعض الصحف كلاما ليس عليه أثارة من علم

يصول به بعض المتعالمين ويجول، وربما ينخدع به بعض الناس، فاقتضت المصلحة الإيضاح، والبيان بالحجة والبرهان، فأقول وبالله التوفيق:

أولا- يقولون: إن الحق نسبي، وإنه لا أحد من الخلق يملك الحقيقة، هكذا بإطلاق.

ونقول: إطلاق هذا القول باطل ولا دليل عليه، بل الدليل على خلافه، حيث قال تعالى

 «فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاق»، فالحق، كما تدل عليه الآية، مع من آمن بمثل ما آمن به الصحابة، ومن خالفهم ولم يؤمن بمثل ما آمنوا به فهو على باطل، فكيف يقال الحق لا يكون مع أحد هكذا بإطلاق؟، ومفهوم نسبيتهم هذه أن من لم يثبت الصفات لله تعالى، أو من يرى عقيدة اتحاد الخالق بالمخلوق كـ«ابن عربي»، أو من يرى السيف والخروج على الحكام، لا نحكم أنهم على خطأ، لأن الحق - بزعمهم - لا يملكه أحد مهما يكن الدليل معه، وهذا قول مجرد تصوره كاف في إبطاله.

وأما ما ينسب لـ«الشافعي» من قوله «قولي حق يحتمل الخطأ»، فهذا في الأمور الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف، فهنا يجتهد العالم وليس الجاهل، ليصل إلى الحق، ولا يدعى أن قوله حق لا يحتمل الخطأ، ولا أن قولا مخالفا من العلماء خطأ لا يحتمل الصواب. أما المسائل القطعية مثل الإيمان بالله، وتنزيه الله تعالى عن العقائد الفاسدة، وإثبات الصفات لله كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله، واعتقاد البيعة والإمامة، والسمع والطاعة لإمام المسلمين، ونحوها من المسائل القطعية، فهذه ليست محلا للرأي والرأي الآخر، وإنما هي حقائق تؤخذ من الكتاب والسنة، ولا مجال للتشكيك فيها.

ثانيا- يقولون: إن العلماء قديما كانوا يقرؤون ما كتبه «ابن عربي» ولا يشمئزون مما كتب، وأقول: هذا غير صحيح، بل اشمئزوا من قوله الباطل، وكيف لا يُشمأز من قولٍ يجعل الخالق متحدا بالمخلوق (تعالى الله عن ذلك)، فهو القائل: «إن الله لا ينزَّه عن شيء، لأن كل شيء هو عينه وذاته، وإن من نزهه عن الموجودات فقد جهل الله ولم يعرفه» (ينظر كلامه في «فصوص الحكم» ص86). وقد أبطل أهل العلم هذيانه، ووصفوه بأقبح الأوصاف، لأنه ليس عالما، يحاوَر كما يحاوَر العلماء، وإنما هو مجرم كذاب، إذ قال عنه ابن عبدالسلام: «ابن عربي شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجا»، وقال عنه «الذهبي»: «إن كان لا كفر في كتاب الفصوص لابن عربي فما في الدنيا كفر»، وقال «ابن خلدون»: «تواليف ابن عربي مشحونة من صريح الكفر».

وقد أبطل «ابن تيمية» إفك «ابن عربي» وأتباعه، وبيّن سوء عقائدهم التي تشمئز منها الفطر السليمة، ثم قال: «... فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطؤها الذي تفترشه، وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا». وقال عنهم «ابن القيم»:

يا أمة معبودها موطوؤها

أين الإله وثغرة الطعان

يا أمة قد صار من كفرانها

جزء يسير جملة الكفران

ثالثا- يقولون: لا فرق بين مذهب الأشاعرة ومذهب أهل السنة، وأقول: تقولون ذلك، لأنكم لا تعرفون مذهب أهل السنة ولا مذهب الأشاعرة، ولذلك حصل عندكم الخلط. أما أهل العلم، فإنهم يعلمون أن الأشاعرة خالفوا أهل السنة في عدة مسائل عقدية، ومنها ما يلي:

    مصدر التلقي:

فعند أهل السنة مصدر التلقي الكتاب والسنة، ولا يقدمون شيئا على الكتاب والسنة.

وأما الأشاعرة فمصدر التلقي المُقدّم عندهم عند التعارض عقولهم، وقد صرح «الجويني» و«الرازي» و«البغدادي» و«الغزالي» و«الآمدي» و«الإيجي» و«ابن فورك» وسائر أئمتهم بتقديم العقل على النقل عند التعارض، فيقدمون عقولهم، وأما النص الشرعي فيحرفونه أو يفوضونه، كما في قانونهم الكلي الذي ذكره «الرازي» في «أساس التقديس» (انظر «أساس التقديس» للرازي: 168- 173، و«الشامل» للجويني: 561، و«الإرشاد» للجويني: 359-360). ومعلوم أن العقول متفاوتة، ولا أدري أي عقولهم المتناقضة والمتفاوتة يجعلونه مرجعا مقدما على كلام الله ورسوله. وقد أبطل «ابن القيم» و«ابن تيمية» قانونهم من أكثر من خمسين وجها، وليرجع إليها من شاء في كتاب «درء تعارض العقل والنقل» لابن تيمية، وكتاب «الصواعق المرسلة» لابن القيم.

2 التوحيد:

التوحيد عند أهل السنة والجماعة هو إفراد الله بأنواع التوحيد الثلاثة: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وهو عندهم أول واجب على المكلف.

أما الأشاعرة، فيفسرون الإله بأنه الخالق أو القادر على الاختراع، وأنكروا بعض الصفات مثل الوجه واليد والعين، لأنها تدل على التركيب والأجزاء عندهم.

ويرون أن أول واجب هو النظر وليس التوحيد، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله».

    الإيمان:

الإيمان عند أهل السنة تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

أما عند الأشاعرة، فهو التصديق القلبي وإن لم ينطق أو يعمل (انظر «غايةُ المَرامِ في علمِ الكلام» ص 311).

    كلام الله القرآن:

القرآن في اعتقاد أهل السنة هو كلام الله منزل غير مخلوق، فسبحانه يتكلم بكلام مسموع، تسمعه الملائكة وسمعه جبريل وسمعه موسى - عليه السلام - ويسمعه الخلائق يوم القيامة.

وأما الأشاعرة، فلا يرونه كلام الله، وإنما يقولون هو عبارة عن كلام الله قائم بالنفس ليس بحرف ولا صوت (ينظر «الإنصاف»: ص96).

    الصفات:

فأهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وينفون عنه ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله.

أما الأشاعرة، فلا يثبتون إلا سبعا من الصفات، وما سواها يحرفونها بدعوى المجاز ومخالفة عقولهم (انظر «الاقتصاد في الاعتقاد» ص 72). وقد رد عليهم شيخنا «ابن عثيمين»، في رسالة لطيفة، أسماها «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى». كما أن الأشاعرة خالفوا أهل السنة في مسائل أخرى، ولولا ضيق المساحة لبسطتها.

وبعض الأشاعرة يرون الخروج على إمام المسلمين، كما نقل ذلك التفتازاني الأشعري في «شرح المقاصد» عن «الجويني»، وكما قاله «الآمدي» في «غاية المرام» ص385، و«الإيجي» في «المواقف» ص400.

وأخيرا.. فإن ما تقدم هو إيضاح للحقيقة التي حاول بعض المتعالمين طمسها، ونشر نقيضها، لأهواء الله أعلم بها، وأعلم بمن وراءها، ولو سكتوا، إذ لو لم يعلموا لكان أسلم لدينهم، وأستر لجهلهم، لكنهم لم يفعلوا، فكان لزاما أن نقارض مجاهرتهم هذه بالمجاهرة، كما يقول الشيخ بكر أبو زيد، لكن بالحق، لكبت باطلهم، وإسقاط تنمرهم، والعمل على هدايتهم واستصلاحهم.

 

  • الثلاثاء PM 09:07
    2021-11-16
  • 1020
Powered by: GateGold